الأحد 24 نوفمبر 2024

حتي اخر العمر بقلم إيمان فاروق

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

وهو يهمس ليه عملتي فيا كده انا كنت ھموت لو رحتى لحد غيري 
كان لازم نعمل كده علشان اخد حقي منك لما وفقت اني اكون لغيرك وبصراحه لولا تشجيع ماما وخطتها مكنتش خدت حقي منك 
انا سألتك ان كنتي موافقة عليه وانتي وافقتي مكنش ينفع اجبرك على الجواز مني ڠصب وماما كمان عارفة كده 
مهو دا تاني حق ليا عندك كان لازم تفهم اني متوقعتش انك توافق على فكرة اني اكون لغيرك انا فكرتك هتكلمني عن نفسك وهي كانت عيزاك تبقى واضح وصريح مع نفسك زي كده 
تقابل الوجهان بعشق متبادل ليهمس لها قائلا أفهم من كده انك بتبدليني نفس المشاعر
اجابته بغيظ فهو بعد كل هذا ومازال غير واع لعشقها له وكأن غباء العاشقين تملك منه
_بذمتك بعد كل الخطة دي ولسه مش فاهم عايز ايه يا أبيه علشان تصدق 
قالتها بدلال وهى تتعلق برقبته مما جعلته يبادلها عناقا اشد تفوهت بتلك الابيه التي كانت دوما حاجزا أمامه ليبدأ معها رحلة جديدة وعهد أخر محمل بوصية عاشق على قلبها الذي لم ينبض الا له 
لتجلس تلك السيدة العجوز فوق مقعدها المدلوب وهي تشع من السعادة فهي غدا ستقر عينيها بزفاف فلذتي كبدها فكل واحد نال منهما سعادته مع من توافق لها روحة وهي ترفع وجهها للسماء تدعو ربعا بأن يكمل سعادتها بهم وأن يرحم شريك عمرها الراحل فها هي تكمل رسالتها معهم كما كان يتمنى في السابق لا ينقصها الا وجوده ولكنها تستشعر ريحه الطيب ينتشر حولها فروحه الطيبة اتتها في المنام مستبشرة فجر يومها هذا 
لياتي اليوم المحدد للزفاف والذي أصر على أن يكون بعد انتهائها من عامها الدراسي حتى لا يؤثر على تركيزها هى ونور التي كادت أن ټنفجر من الغيظ فحسام رضخ لأمر شقيقه الأكبر حرصا على مستقبلها واستمع لرأي والدها الذي اصر على اصطحابها لمنزله حتى موعد الزفاف وها هي ستعود اليوم الى موطنها الذي غادرته عروس لحبيب عمرها 
عرس ملكي جمعهم تحت الأضواء الكاشفة التي زينت الحديقة الشاسعة في بيتهم الكبير الذي صمم تحت اشراف اعتي الشركات الخاصة بتزين الحفلات ليستقبل كل عريس عروسه في تؤدة جذبت انتباه الحضور 
حسام يستقبل نور بشكل خاطف القلوب الحالمة فهو يقبل كفها كملكة توجت فوق عرش قلبه وجذبها بين أحضانه قائلا نور قلبي وروحي وعمري إيه الجمال والرقة دي يابنت داحنا يومنا فل أن شاء الله 
إجابته بخجل وتورد فاق حمرة التزين التي زينتها فاضافة جمال فوق جمالها الطبيعي حسام الناس حوالينا 
اجابها بجرأة لسان محدش ليه عندي حاجة 
أما الآخر فكان في عالم الخيال فهي سلطانة حياته التي كتبت على اسمة منذ نعومة اناملها هي زهرته التي رواها شهد حنانه واسكبها نهر الحب الخاص به ففاض عليها وجعل عبيرها الفواح يملئ عبق المكان من حوله فجعله كالثمل دون مشروب مسكر فيكفيه استنشاق عبيرها ليذهب عقله لتتقدم بخطواتها نحوه ويستقبلها بنعومة رافعا وشاح راسها المتدلى فوق وجهها ليطبع قبلة فوق جبهتها اللامعة وهو يدنو بعد ذلك بجوار اذنيها ليطربها شكلى هلغي الاحتفال وهطلع بيك على الجناح على طول 
إطراء بليغ بنظرات واقحة جعلتها ترتبك في قولها افهم من كده إني مش عايز حد يشوفني علشان مش عجبتك
حدقها بغيظ من عدم فهمها الصحيح او ربما تراوغه فنظراته التي تأكلها الأن كفيله أن تخبرها بمدي شوقه لها أريج مش وقت استحضار الغباء ياروحي أنا مصدقت اليوم دا يجي واظن أنتي شفتي العڈاب
اللي أنا فيه بقالي شهور بجاهد علشان متممش جوازنا 
كانت تسير بخفة بجواره تحت أصوات الموسيقى الصاخبة التي تستقبلهم وهي تشاكسه بتصنعها الغباء لتميل نحو اذنيه تباغته بقولها وينزل هو برأسه حتى يكون قريب لها ويتسني له الإستماع لقولها هانت يا أبيه 
كانت كلماتها كفيله بأثرة مشاعره وأفكاره الۏلعة بها ليقضي مراسم الاحتفال بشكل سريع ويخطفها من بين الحضور بشكل مثير وهي تردد على فين ياسليم استني بس يا أبيه الناس 
عارفة لو مكننيش قلتي أبيه انا كان ممكن أرجع بيكي للحفله من تاني لكن بعد أبيه دي لازم اخليكي تشيليها من قاموسك 
قال جملته وهو يحملها بين زراعيه في عزم ليدلف بها نحو مقر استقرارهم الذي اعده من اجلها ليثبت لها أنه استنساخ روحها وليس بشقيق على الاطلاق ليتعهدا سويا حتى آخر العمر 
بينما الأم تجلس فوق تختها براحة تناجي راحلها الغالي من خلال صورته الفوتغرافية التي تتمركز بجوارها وها هي تحتويها بين قبضتيها تخبره بأن ابنائهم سيبدأون حياتهم اليوم كما كان يتمني وستبقي هي على عهده حتي آخر العمر 
تمت

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات