السبت 23 نوفمبر 2024

غيوم ومطر للكاتبة داليا الكومي.

انت في الصفحة 13 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


تعلم جيدا ان العمليه تستغرق ساعات وساعات وغرفتين عمليات ...وفريقين طبيين يعملان في نفس الوقت...المستشفي كانت علي قدم وساق كخلية النحل ...الكل يعمل بجهد فعمليتهم من العمليات الكبيره التى تستنزف الجميع ...المبلغ الضخم الذي دفعه عمر لاتمام العمليه اضاف بطوله علي بطولته فهو ضحى بكل سنوات عمله في الخليج لاجلها ...ومع ذلك لم يتردد لحظه ووهبها كل شيء حتى عمره ...حتى الشقه جهزها علي اعلي مستوى حاول ان يعوض نقصه في المستوى التعليمى بأمواله ...لكن فريده كانت تعلم جيدا انها اجهزت علي اخر

قرش يملكه عمر ...ولكن لو نجحت العمليه ربما يكون المقابل يستحق ... روادها القليل من الشعور بالذنب ... في هذه اللحظه بالذات تمنت من الله ان تحب عمر كما يحبها فربما بحبها له تعوضه القليل عما فعله لها ...فهو ضحى بنفسه وبأخر قرش يملكه من اجلها ...
انخرطت في افكارها الخاصه ورغما عنها مع انها حاولت التماسك الا ان دموعها غطت وجهها ...افاقت من شرودها علي صوت والدتها وخالاتها يحمدون الله بصوت عالي ...انتبهت لتجد ممرضه من الفريق الطبي الاول تطمئنهم وتخبرهم ان عمر خرج من العمليات وان حالته مستقره ... اخبرتهم ان عمر انتقل الي غرفة الافاقه مؤقتا وعندما يتأكدون تماما من استقرار حالته سوف ينقل الي غرفة عاديه ...دموعها زادت بشكل كبير وحمدت الله كثيرا فعلي الاقل عمر تجاوز الازمه ...لم تكن لتسامح نفسها اطلاقا لو ....شعرت انها بحاجه الي الانفراد بنفسها ...اكثر مكان تستطيع الخلوة فيه كان غرفة عمر التى خرج منها قبل العمليه وسوف ينقل اليها بعد افاقته التامه ...فرشت سجادة الصلاه وظلت تصلي حتى ارتاحت ... فتحت مصحفها الصغير الذي حملته معها وبدأت في القراءة بخشوع... قلبها تعلق بالامل في كرم الله عز وجل فالله كريم وسوف ينجى احمد كما نجى عمر ...بعد ساعات سمعت حركه عند الباب ...التفتت لتجد الفريق الطبي يقوم بنقل عمر النائم الي غرفته ... نهضت تراقبهم وهم يحملونه بلطف ويرقدونه علي فراش الغرفه ... فور استقرار عمر علي الفراش تأوه پألم وقال في صوت خاڤت ... فريده ... فين فريده..
فريده اقتربت منه بهدوء وقالت ... انا هنا يا عمر ...عمر فتح عيونه فجأه وقال .. فريده ...انت هنا ...الحمد لله ثم اغلق عيونه مجددا واستسلم للنوم.. مشاهدته وهو مازال تحت تأثير ال ادمعت عيناها ...عمر ضحى بنفسه من اجل حبها وهى لا تحبه الي الان وهذا ظلم بين له ...لكنها ستحاول ... نعم هو يستحق المحاوله..
ربما لو تجاهلت سخرية فاطمه القاتله التى اسمعتها اياها عندما اخبرتها عن عمر فسوف تستطيع القبول به زوجا ...هو الان زوجها وهى ستبذل قصاري جهدها لتكون الزوجه التى يستحق....
نظرت في ساعتها الان مرت 5 ساعات منذ دخول احمد الي العمليات ومحمد اصر علي حضور العمليه كامله ...استاذ الجراحه المشهور الذى يقوم باجراء العمليه يكون والد صديق محمد المقرب ووافق علي حضور محمد معه ... بالتأكيد الان العمليه شارفت علي الانتهاء واحمد سيخرج لهم بخير ان شاء الله مع فرصه للحياه بدون خوف لمدة سنوات طويله تصل الى خمس وعشرون عاما وربما اكثر اذا ما نجحت العمليه وتقبل جسده الكلي.. كلما كان تطابق الانسجه نسبته عاليه كلما زادت فرصة قبول الجسم للزرع واعتبار الكلي الغريبه كأنها جزء منه ...وعمر اثبت انه جزء منهم ... نتيجة التطابق كانت مدهشه تكاد تصل الي نسبة تطابق التؤام ....القت نظره اخري علي عمر وعندما تأكدت انه بخير غادرت غرفته وقلبها معلق بالامل .....
............................................................................................
عند باب العمليات محمد بفرحة غامره ...كانت كل ذره من جسده تدل علي الارتياح ...من منظره علمت ان العمليه قد نجحت وتمت الزراعه بنجاح ....بالطبع هذا ليس دليل علي تقبل الجسد للكليه ولكن جزء هام قد مر وهو تجاوز مخاطر عملية النقل نفسها...احمد سوف يقضى اسابيع في العزل بعد العمليه لانه سوف يتلقى عقاقير تثبط من مناعته حتى يتقبل جسده العضو الغريب ... عمر فكر بذكاء حتى
اختياره لموعد العمليه كان مراعى فيه جميع التفاصيل لاقصى درجه .... احمد كان قد توقف عن الدراسه بسبب حالته المرضيه وعمر كان يعلم ان حالته الصحيه تؤثر بالسلب علي نفسية اخوته فحرص علي اجراء العمليه قبل امتحاناتهم بفتره حتى يتمكنوا من التركيز .... عمر اخبرها انه سوف يستلم عنهم الحمل وقد فعل فعلا ... دموع محمد اختلطت بدموعها...وارتياحه وصل اليها يبثها الامل ...تفائلت بالخير وانتظرته فمن كان يتوقع ان يحدث ما حدث ....فريده جذبته من يده وقالت .... تعالى نطمن ماما وخالتو ...
............................................................................................
الصبر والدعاء كان كل ما يملكونه ....عمر ضحى بجزء غالي من جسده لاجل احمد فتمنوا ان يكون المقابل يستحق ....احمد
وضع في العنايه المشدده لاسابيع ومنعت عنه الزياره خوفا من انتقال العدوي اليه بسبب نقص مناعته فأي عدوي الان قد تكون قاتله...مبدئيا ارتياح الاطباء لعدم حدوث مضاعفات معتاده لمثل ذلك النوع من العمليات كالجلطات و العدوى كانت مثل طاقة الامل التى تؤكد المعجزه التى تحدث..بعد اسبوعين تأكدوا ان عملية النقل تمت بنجاح فأحمد استطاع ان يغادر العنايه المشدده واخبروهم ان كلية احمد الجديده بدأت العمل علي الفور حتى وهو مازال علي طاولة العمليات ...ربما لوكان المتبرع مټوفي او غير متوافق كليا كما هو الحال مع عمر لكانت الكليه استغرقت وقتا اطول للعمل لكن المدهش انها اشتغلت فورا وبكفأه كأنها لم تغادر جسدها الاصلي .... ورحمت احمد من جلسات غسيل كلوي جديده كان من الممكن ان يحتاج اليها اذا ما استغرقت الكليه وقت طويل قبل ان تبدأ عملها ....حتى العقاقير المثبطه للمناعه والتى سوف يتناولها احمد ستأخذ بجرعات قليله لان جسده لم يرفض الكليه بل تا بصوره مدهشه ... ډم عمر الجيد وجيناته كانت موجوده حتى في كليته وهى خارج جسده ...
اما عمر فتجاوز العمليه بسلام وبمرور اسبوعين تعافى جزئيا واستطاع النهوض من فراشه بمفرده ...عمر جسده قوى جدا ويتحمل الكثير ...
الي الان لم تحضر أي هديه الي عمر منذ زواجهم ...والان حان وقتها .. فكرت كثيرا فى ماذا ستهديه ...وعندما تعبت من التفكير اختارت علاقة مفاتيح من الفضه تحمل اسمه منقوش في وسط دائره من الفضه المفرغه...طرقت باب غرفته بخجل ...كان يطالع الجريده باهتمام ...لكن مع دخولها القي الجريده بفرحه ونهض لملاقاتها ...فريده اعادته الي فراشه بحزم ... انت لازم ترتاح ...الحركه خطړ عليك ...عمر عاتبها ... فريده انسي شويه انك دكتوره ...انتى مراتى ولازم ارحب بزيارتك بالطريقه اللي تناسبك وتناسب حبى ليكى ....فريده اطرقت رأسها بخجل ...فتحت حقيبتها والتقطت هديتها المغلفه بغلاف زهري وناولته اياها ...عمر بدى علي وجهه عدم التصديق للحظات ثم تجرأ وفتح الهديه ...تعبيرات وجهه المعبره واضحه تغنى عن أي شكر او اعجاب ...هديتها لمست قلبه ...فضها من غلافها ووضعها تحت وسادته ثم نظر اليها بحب وقال بصوت اجش .. فريده .. قربي منى شويه ..فريده
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 61 صفحات