رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل(كاملة)
ساعات على هذا الحال حتى دخل في النوم ولكنها ساعات قليلة ينامها تطارده فيها الكوابيس التي تزوره كل ليلة منذ ليلة زفافه ولكن أنقذه اليوم منها رنين متواصل علي هاتفه فنهض بتثاقل يرد بصوت ناعس مين
جاءه صوت ياسمين علي الجانب الآخر صباح الخير ياآسر
شعر بالقلق فنهض جالسا يسألها خير ياياسمين فيه حاجة
ردت عليه تطمأنه خير يا حبيبي متقلقش بس كنت عايزة أسألك عن غصون لو كلمت سدرة او جت عندك
تنهدت وأجابته ماما زعلتها بكلامها إمبارح فسابت البيت عند ياسر ومشيت ومجتش عندي ومنعرفش مكانها وتلفونها مقفول ممكن تسأل سدرة لو تعرف عنها حاجة او تكلم أختها تسألها وترد عليا
أجاب آسر بحزن حاضر لو عرفت اي حاجة هعرفك ولو رجعت طمنيني عليها
أنهى آسر المكالمة ب مع السلامة
نهض بحزن واتجه ناحية غرفتها وطرق الباب لم يجد رد ففتح الباب ودلف إلى الداخل وأضاء الغرفة وجدها تنام بحرية ترتدي قميصا قطنيا قصيرا باللون الأزرق وعاري الكتفين تنام واضعة يدها تحت خدها ولكن وجهها ممتعض اقترب منها يهزها ويناديها سدرة اصحى
انزعج من هيئتها فسألها إيه مالك شوفتي عفريت
رفعت يدها على صدرها لعلها تهديء نبضاتها التي تتسارع بشكل مبالغ فيهوقالت بصوت متهدج أصل أنا كنت بحلم حلم وحش وفجأة جيت صحتني فخۏفت بس خلاص مفيش حاجة
هدأ قليلا ثم سألها متعرفيش حاجة عن غصون
قال لها طب ماتسألي سدن كده يمكن راحت عندها ولا تعرف هي فين
قالت بثقة سدن مكلماني قبل ماانام وكانت بتعرفي عن موضوع خطوبة لها وقالت إنها هتكلم غصون تحكيلها معنى كلامها أن غصون مش هناك بس كل ده ليه ولا إيه اللي حصل
لم يجب على سؤالها وقال لها طب اطلبي سدن أسأليها عنها يمكن تعرف عنها حاجة
ابتسم بإستهزاء ثم تركها وخرج.
بعد ليلة طويلة مرت عليها وهي تبكي على حال يوسف الذي أصبح عليه كما تبكي على قلة حيلتها في التعامل معه كيف لها أن تتعامل معه الآن وهو لا يذكرها ولا يذكر شيئا من حياته في حيرة ماذا ستفعل وكيف ستتعامل معه.. وإلى متى سيظل يجهل كل ماسبق من حياته.. وبعد تفكير طويل قررت أن تدخل له وتترك الأمور تسير كما يدبرها الله.
مازال ينظر لها نظرات غير مفهومة مما أربكها ولكنه بعد قليل رد عليها صباح الخير
ابتلعت ريقها
بتردد ثم قالت أنت مش فاكرني
رد عليها مش فاكر حاجة.. بس أكيد أنتي حد قريب مني أوي لأني طول الليل زي الطفل التايه وأما شوفتك دلوقتي حسيت بالأمان
ابتسمت له وقالت أنا يمني عارف إني صعب عليا أوي أعرفك عليا شىء عمري ماتخيلته إن يجي اليوم وتنساني وانا اقعد ادامك عشان أفكرك بيا
لم يرفع نظره عنها يتأمل ملامحها وكأنه مشتاق لها ولا يعلم لماذا ولكنه أن يشعر أنه كان في سفر بعيد والتقى بها أخيرا.. ورد عليها من الواضح إني كمان غالي عندك أوي لدرجة إنك عيونك الفتانة دي حمرا من العياط عشاني
ابتسمت ونظرت للأرض بخجل فقال هو بإبتسامة خاېف لتطلعي أختي بعد كل ده وأنتي زي القمر كده
اتسعت ابتسامتها ورفعت بصرها له وقالت أنت وحيد معندكش اخوات يايوسف
رفع يده يفرك رأسه من شدة الصداع فنهضت تمسك رأسه وتدلكها برفق وتسأله حاسس بإيه
استكان تحت يديها ورجع بظهره يسنده على الوسادة وأجابها حاسس بۏجع غريب ف دماغي غير إني مشوش
قالت له بحنان إهدي وارتاح وأنا هشوف الدكتور يجي يشوفك
رفع بصره لوجهها الذي يعلوه وهي تمسح بيدها على شعره وقال لها أكيد أنتي حبيبتي ويمكن خطيبتي ويمكن مراتي
ابتسمت له وقالت هنتكلم في كل حاجة يايوسف بس أهم حاجة دلوقتي صحتك
ثم تركته وجلست مرة أخرى على الكرسي ففاجأها بسؤاله طب فين أهلي ولا أنا مقطوع من شجرة
امتعض وجهها حزنا عليه ولكنها وجدت أن مصارحته هي أسلم حل حتى يتأقلم على وضعه وعلى حياته الجديدة فابتلعت ريقها وقالت أنت يتيم الأب من سنين طويلة يا يوسف وللأسف والدتك كانت معاك في نفس الحاډث وتوفاها الله
لم يبد أي ردة فعل على كلامها وشرد قليلا ثم قال صعب أوي إني مش عارف أتأثر پوفاة أقرب الناس ليا مش عارف أحزن لأني مش فاكرهم ولا فاكر ملامحهم أنا حتى مش عارف أنا منين ولا سايب ورايا ماضي إيه ولا بشتغل إيه ولا أي حاجة حاسس إني ولا شىء
شعرت بالألم على حاله فقالت له تواسيه بالعكس يايوسف أنت إنسان لك مكانة كبيرة عندك ٣٥ سنة خريج كلية طب ولك مكانة في المجتمع وعندك مستشفى خاص ورثتها عن والدك والحالة اللي أنت فيها دي مؤقتة نتيجة الحاډث اللي عملته لإنه أثر على الخلايا الدماغية عندك وفيه طبيب مختص في ذلك هيساعدك إن ذاكرتك ترجع
أعاد بصره لها وسألها مرة أخرى أنتي مراتي
أخفضت بصرها بحيرة ثم قالت أنا خطيبتك او بالأصح كنت خطيبتك كان بينا شوية خلافات بس كانت خلاص هتنتهي كنت مسافر عمرة وجيت ودعتني قبل ماتسافر وطلبت مني السماح وان خلافتنا تنتهي وكنت مقررة اما ترجع اعطي لعلاقتنا فرصة تانية بس للأسف حصل اللي حصل وانت راجع من المطار
ظل ينظر لها ولم يعطيها أي ردة فعل على كلامه فرفعت بصرها له وشعرت بالحرج من سكوته فنهضت وسألته أناديلك الدكتور
نفي برأسه وقال أنا هنام
ثم أغمض عينيه بسلام فاقتربت منه تحكم عليه الغطاء وقالت وأنا همشي وأبقى أجيلك وقت تاني
ثم اتجهت ناحية باب الغرفة لتخرج فتقلب هو على جمبه وأولاها ظهره وهو يقول بصوت ناعس متتأخريش عليا
ابتسمت ثم خرجت من الغرفة وأغلقت الباب.
تجلس مع أخيها في صالة منزله بينما الولدين يلهوان في غرفة الألعاب واستمعت له بتمعن حتى قص عليها ماصدر من والدته من إهانة لغصون حتى انتهى الأمر بطلبه الزواج منها وبعد أن انتهى نظر لها بتعجب وسألها ساكتة ليه ياياسمين ماتقولي أي حاجة تريحني من العڈاب اللي أنا فيه ده
نظرت له بعناية تتأمل ملامح وجهه القلقة وتقول اللي فهمته من كلامك إنك كنت عارف نية قعدة ماما معاك في البيت اما دخلت على غصون المطبخ ولقيتها معيطة وأكد طبعا طنط سعاد اللي حذرتك من لؤم الخدم وانت بتوصلها للبيت
أجابها أيوة فهمت إن طنط سعاد لعبت في دماغ ماما عشان كده ماما قررت تقعد بس انا مكنتش أقدر أقولها حاجة عن قعدتها ف بيتي
أجابته بحدة بس كنت ممكن توقف المهزلة دي من البداية ياياسر البنت مسكينة
وملقتش حد حنين يطبطب عليها ولا يجبر خاطرها تيجي أنت وماما كمان كده حرام أوي
تعجب فسألها وأنا عملت إيه أنا مجتش عليها
اعتدلت في جلستها وسألته أقدر أفهم أنت طلبتها للجواز ليه ماهو مش ياسر اللي قرر يعيش على ذكريات صبا ورفض كل الجميلات وأعلى المؤهلات هيقع ف حب غصون
قال بتعجب حب!!!... لا مش حب بس ممكن تعتبريها مكافأة.. إنسانة خلوقة صانت ولادي وحافظت عليهم اهتمت بهم وحبتهم بصدق حولت حياتي المشتتة لحياة مستقرة أعطت روح للبيت بعد ما كان تربة
رفعت حاجبها وقالت وحد بيكافأ حد بالجواز يا ياسر كان ممكن تجيب لها هدية قيمة والولاد يقدموها أو أي طريقة تانية
شعر ياسر بالحيرة وقال ما انا أنا في الفترة الأخيرة اتخنقت من استهانة الكل بها وخصوصا يوم فرح آسر اما ماما قدمتها أنها خدامة وزاد على ده اتهام ماما لها في شرفها لقيت إني واجبي إن اقطع كل الألسنة واتجوزها على الاقل تاخد وضعها في المجتمع
فاجأته بسؤالها وهل أنت يا ياسر كنت هتعاملها كزوجة لك زي ماكنت بتعامل صبا
رد بتلقائية وثقة لا طبعا محدش يقدر ياخد مكانة صبا الحياة كانت هتمشي زي قبل الجواز الفرق ان كان فيه صفة رسمية هتعيش بها ف بيتي
نظرت له بخذلان وقالت بحدة اول مرة أحسك أناني ياياسر ذنبها إيه تربطها على اسمك وتعيش مع واحد روحه متعلقة بواحدة سابت الدنيا ومشت هي كمان ست ومن حقها رجل يحبها ويحتويها بعد العڈاب اللي شافته مش واحد واخدها بس لأولاده وده اللي غصون فهمته من طلبك وعشان كده شعرت بالإهانة منك أكتر من ماما عشان كده سابت لكم الدنيا ومشت وياعالم هي فين دلوقتي مفيش حد يعرف عنها حاجة
ابتلع ريقه بحرج من كلام ياسمين فهو يعلم مدى صحته ولكنه كان يحاول أن ينقذ الوضع قدر المستطاع لا يعلم أنها ستغادر بتلك الطريقة كل مايريده الآن هو إيجادها والإعتذار لها حتى تغفر حتى لو رفضت العودة لمنزله لذا سأل أخته طب والحل إيه أنا بفكر أبلغ الشرطة أو اعمل إعلان عن فقدانها لحد ما نلاقيها آسر قال أنه راح كل مكان متوقع وجودها فيه وللأسف ملقهاش
تنهدت ياسمين بحيرة وردت عليه أنا هكلم مراد يكلم هشام صاحبه ظابط شرطة ويبحث عنها بشكل ودي من غير شوشرة وإن شاء الله نلاقيها وتكون بخير
أجابها قائلا فكرة كويسة هي بس لو تفتح موبايلها كل القلق ده هيزول
ردت عليه ياسمين الله أعلم بظروفها بس إن شاء الله تكون كويسة
ثم نهضت وقالت أنا همشي عشان ورايا شوية حاجة ولو عرفت حاجة هكلمك وانت كمان لو عرفت اي حاجة عرفني
نهض هو الآخر وقال حاضر ياحبيبتي مع السلامة
دخل على أمه الغرفة وجد الإستياء على وجهها وتتحدث في الهاتف وعندما رأته انهت مكالمتها طب مع السلامة انتي دلوقتي وهكلمك تاني
اقترب منها بإبتسامة يسألها أنتي لسه مجهزتيش يا ام تميم إحنا عندنا ميعاد في بيت سدن المغرب وكده هنتأخر
نظرت له بعتاب وفاجأته قائلة عايز تتجوز واحدة معيوبة ياتميم
نظر لها بغيظ ثم رد عليها ومين قال إنها معيوبة ياأمي دي بنت مفيش في أخلاقها
نهضت تقف أمامه وتقول أنت عارف كويس انا قصدي على إيه ناقصك إيه عشان تتجوز