الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه حياه

انت في الصفحة 22 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز


والحل
ليتجه إلى حاسبه الخاص ليدلف إلى كاميرات المراقبة الخاصة بالمعامل ليشاهد حياة تقف بين بعض المعدات وتمسك بيدها احد الدفاتر وتقيد به ملاحظاتها وهى تتحرك بآلية حتى وجدها تقف فجأة وهى تستند بيدها على احد الجدران وهى تحاول جاهدة كتم شهقات بكائها حتى لمحت احد الأطباء وهو يتجه ناحيتها فتمالكت
نفسها سريعا وتحدثت معه وهى تتصنع تدوين بعض الملاحظات فى دفترها حتى لا ترفع وجهها أثناء التحدث ثم انصرفت مسرعة إلى غرفة المكتب الخاص بمشرف المعامل ليسرع بتبديل الكاميرات ليجدها تضع ماكان بيدها وتقوم بإخراج سجادة صلاة من حقيبتها وتضعها أرضا وتقف لتصلى بين يدى الله تبثه شكواها ووجدها تسجد مطيلة السجود حتى خيل اليه انها قد ألم بها سوءا ولكنها بعد طول انتظار رفعت وجهها لينصدم من شدة احمرار وجهها وهو غارقا بالدموع ليقبض على يده بشده حتى كاد ان يدميها وهو يسب نفسه تحت انفاسه ليرفع هاتفه محدثا خالد قائلا بصرامة تشوفلى مين هيمسك مكان منصور حالا

خالد انت هتجننى ياجدع انت هو انت مش لسه
حمزة مقاطع مش هنرغى ياخالد تشوفلى مين اللى كان تحت منصور على طول وتسلمه شغله فورا وتخلى حياة تطلعلى
خالد بخبث وقد بدا عليه فهم مجرى الأمور طب ماتكلمها انت خليها تطلعلك طالما ماحناش قد الاسية
حمزة پغضب خالد النهاردة بالذات متحاولش تلعب معايا
خالد بمداهنة ماشى اهدى انت بس يا ابو الڠضب وكل اللى انت عاوزه هيتم
وبعد نصف ساعة يسمع حمزة دقا على
الباب
حمزة بهدوء ادخل
لتدخل حياة ويبدو عليها الانهاك الشديد مع شحوب وجهها الظاهر للعيان بشدة بسبب احمرار جفونها ليلتاع قلب حمزة عليها حتى أنه لولا بقية من رباط جأشه لقام اليها معتذرا
حياة بآلية دون النظر الى وجهه اوامرك يا افندم
حمزة بحزم ظاهرى سلمتى المخازن تحت للمشرف الجديد
حياة وهى ترفع

عينيها اليه بلوم مقهور ايوة يافندم حضرتك تؤمرنى بايه دلوقتى
حمزة وهو يحاول ان يبتعد بعينيه عنها استلمى شغلك من نورا وممكن لو حبيتى تحتفظى بيها كمساعدة ليكى ده لو حبيتى
حياة پانكسار حاضر يافندم تؤمرنى بحاجة تانية
حمزة پغضب من نفسه متشكر
وما ان خرجت من مكتبه حتى حول الكاميرات ليراها مازالت تستند على الباب وما ان همت بالاتجاه إلى مقعدها حتى تفاجئت بمن يقف أمامها وهو رث المظهر مشعث وكأنه احد المشردين وعندما دققت بملامحه وجدت انه عادل زوجها السابق لتشهق من مظهره قائلة بړعب عادل ايه اللى جابك هنا
الفصل السابع والعشرون
كان حمزة مازال أمام كاميرات المراقبة يشاهد ويسمع كل مايحدث بمكتب حياة وكاد حمزة ان يهرع اليها لولا أن رأى عادل يشير لها بمعنى انه سيظل بعيدا ولن ېؤذيها فظل يتابع الموقف وهو على اهبة الاستعداد لنجدتها فى اى لحظة
عادل مټخافيش ياسمية انا اخر واحد ممكن انه حتى يحاول مجرد محاولة انه ېأذيكى دلوقتى
حياة ومازال على وجهها أثر البكاء ايه اللى جابك ياعادل جاى ليه انا مش ناقصاك
عادل وهو مازال مكانه وكأنه ينظر لحياة باشتياق ممزوج بالالم مالك ياحياة ايه اللى واجعك
حياة وهى تسقط جالسة على مقعدها ايه اللى واجعنى! عاوز منى ايه ياعادل اتكلم لو سمحت بسرعة يااما تمشى انا مش ناقصة
عادل وهو ينكس رأسه ويتحدث برجاء جاى اطلب منك طلب
لتبهت حياة قائلة طلب منى انا! طلب ايه ده ثم انا ماينفعش اتكلم معاك كتير مايصحش ومابقاش عندى حاجة ليك ياعادل عشان اديهالك خلاص
عادل بأسى اسمعينى ياحياة ارجوكى انا مش هاخد من وقتك اكتر من خمس دقايق
حياة تتكلم وانت فى مكانك كده ماتتحركش
عادل ياحياة اقسملك انى مش هأذيكى ابدا
حياة وكأنها تسخر من نفسها ماعتقدش ان حد ممكن يأذينى النهاردة بالذات اكتر من كده
لتقع جملتها على قلب حمزة كطلقة رصاص اخترقت شرايينه ليلعن تحت أنفاسه وهو يتابع مايحدث بالخارج بكل اهتمام وتوجس
عادل انا عاوزك تسامحينا ياحياة
ليربت على كتفها مرة أخرى وهو يستديروحياة مازالت تحت جناحه ليقول لعادل الذى مازال واقفا وعينيه ممتلئة بالاسى والألم ممكن تتفضل فى مكتبى وتكمل كلامك معانا
ليتردد عادل
قليلا ففى المرة الأخيرة بعدما خرج من مكتب حمزة ظل تحت الإشراف الطبى لفترة ليست بالقليلة حتى تعافى من اصاباته
وكأن حمزة قرأ أفكاره ليقول مرة أخرى وهو يشير إلى مكتبه اتفضل يا استاذ عادل طول مانت هتتكلم بتحضر هتلاقينا احنا كمان كده
ليهز عادل رأسه ويتجه إلى مكتب حمزة خلف حمزة وحياة
حمزة اتفضل اتكلم احنا سامعينك
ليتلجلج عادل وهو يقول انا جاى النهاردة وانا بطلب من حياة تسامحنا
حمزة مدام حمزة اسمها مدام حمزة
لترفع حياة رأسها وهى تنظر لحمزة ببصيص امل ان يكون سامحها وتغاضى عن ما فعلته
عادل اانا اانا آسف كنت عاوز مدام حي مدام حمزة تسامحنا
حمزة بهدوء طبعا دى حاجة ترجعلها لوحدها لكن اسمحلى أسألك اشمعنا
عادل بوجل افندم
حمزة اش مع نا 
عادل وهو ينظر لحياة پألم العمارة اللى اشترينا فيها الشقق بفلوسها وفى الاخر امى طردتها منها وقعت على امى وانا فى الشغل وكانت فى شقة حيا
اقصد شقة مدام حمزة بتوضبها عشان جوازى
لتهب حياة متساءلة بفزع انت بتقول ايه وطنط طنط حصلللها ايه
عادل وهو يغمض عينيه فضلت فى المستشفى يومين فى الرعاية وماټت وهى بتطلب منى اجيلك عشان اطلب منك تسامحيها وياريت لو تسامحينى انا كمان ارجوكى هى خلاص راحت للى لا يغفل ولا ينام ارجوكى تسامحيها انا عارف ان فى عمار بينك وبين ربنا كبير اوى خلاه ينتقملك من الكل ارجوكى ماتدعيش عليها ولا عليا اكتر من كده
قال جملته الأخيرة بنشيج يدمى القلوب لتقول حياة بشجن انا عمرى مادعيت عليكم انا احتسبت امرى عند ربنا
عادل وهو مازال على نشيجه واهو ربنا اكتفى بده واخد حقك وانتقملك سامحيها ورحمة ابوكى تسامحيها وحياة العشرة اللى احنا ماصونهاش تسامحيها
حياة وقد أثر بها مۏت والدته بهذا الشكل المؤلم مسامحاها مسامحاها من قلبى ويشهد ربنا على كلامى ربنا يسامحها ويغفرلها
عادل ببارقة امل وهو يخرج شيكا بنكيا من جيبه ودى كل فلوسك بالكامل مش ناقص منها مليم واحد ويشهد ربنا انى عملت أقصى ماعندى عشان ارجعلك حقك كامل اتفضلى
لتأخذ حياة الشيك من يده وهى مشدوهة من المبلغ الكبير الذى يتعدى العشرة
ملايين جنية لتنظر اليه بتساؤل ايه كل المبلغ ده
عادل ده تمن بيت والدك الحقيقى اللى امى خبته عنك علاوة على فلوس شغلك اللى كنت باخدها منك بس انا عارف انك متأكدة انى ماكنتش موافق على اللى بتعمله وعارف برضة ان ده مايعفينيش من ذنبى ولا يغفرهولى لكن هطمع برضة انك

تسامحينى انا كمان انا خلاص مابقيتش عاوز حاجة من الدنيا غير انى ابقى ماشى وانا مش شايل ذنبك على اكتافى وحياة اى حاجة حلوة تفتكريهالى اعفينى من ذنبك
حياة بتأثر خلاص يا استاذ عادل انا مسامحاك
عادل بفرحة اشهدى ربنا
حياة بشهد ربنا انى مسامحاك ربنا يسامحك ويغفرلك
ليبتسم عادل قائلا شكرا شكرا شكرا
لترفع عينيها اليه متساءلة سامحنى
حياة وقد بدأت تعود لطبيعتها وايه اللى كان ممكن يحصل
حمزة بعبث مشهد غرامى ڤاضح علنى قدام كل اللى فى المعامل بحب بس ده انتى فعلا يتخاف منك
حياة باستغراب انا ليه يقى
حمزة حسبنتى على الراجل ومامته جبتى أجلهم كلهم
حياة دامعة تصدقنى لو قلتلك انى لما احتسبت اللى حصللى عند ربنا عمرى مااتمنيت اذيتهم كل اللى جه فى بالى انى هختصمهم يوم القيامة
حمزة بصوت اجش ايه اللى بينك وبين ربنا
حياة الرضا صدقنى ياحمزة طول عمرى كنت راضية بكل اللى ربنا بيكتبهولى ااه كنت ببكى وبحزن لكن عمرى ما اعترضت وكنت دايما بحس ان ربنا هيفاجئنى بحاجة حلوة هتفرحنى
حمزة وعشان كده سامحتيهم
حياة وهى تطأطئ رأسها وعشان كمان سبب تانى
حمزة ايه هو
حياة وهى تنظر بعينيه بلمسة ندم عشان تسامحنى
بتقدمى السبت يعنى
حياة اممممم
حمزة البت رقية وخديجة راحو البيت مع البغبغان وهيتشغلوا بيه طول اليوم ماتيجى اعزمك على الغدا فى افخم أوتيل فى البلد
حياة واشمعنى أوتيل يعنى
حمزة بخبث عشان نتغدى فى الجناح بتاعنا براحتنا من غير ازعاج انتى وحشتينى اوى
حياة هيقلقوا علينا وخديجة ممكن تزعل
ليرفع حمزة هاتفه محدثا رقية وهو يفتح الاسبيكر
حمزة ايوة ياحبيبتى
رقية بمرح حبيبتك! تبقى عاوز حاجة ها اشجينى
حمزة وهو يدعى البراءة كده برضة طول عمرك ظلمانى
رقية بقوللك ياحمزة انا مش فاضية بنتك مصممة تدينى قرص فى لغة البغبغاتات عشان اعرف اتعامل مع البروفسور ثرثار افندى فماتسحبش بنزين كتير وقصر
حمزة مااسحبش بنزين! هو انتى خريجة ايه ياحبيبتى ياريت تفكرينى
رقية مازحة كلية الحياة قسم لغات حية ومېتة ياميزو لخص بقى
حمزة وهو يهز رأسه يمينا ويسارا مافيش فايدة طب ياحبيبتى اتغدى انتى وخديجة عشان هتاخر انا وحياة
رقية بخبث امممم انتو اتصالحتوا بقى ماشى عشان خاطر حياة بس
حياة تسلميلى ياقلب حياة
رقية انبسطى ياحبيبتى وماتقلقيش
بس مش هنام غير لما تيجوا حاولوا ماتتأخروش اوى
حمزة حاضر ياحبيبتى خدى بالك من نفسك ومن خديجة
فى صباح اليوم التالى يذهب حمزة الى نورا بالمستشفى ويقدم تصريح الزيارة إلى الحارس ليدلف اليها ليجدها شاحبة مصډومة تدور بعينيها بالغرفة وكأن بها مس من الجنون وما ان وقعت عينيها على حمزة حتى هبت من مكانها ولكن الام كتفها جعلتها تتراجع إلى ماكانت عليه مع انكماش جسدها والتزاقها بالفراش وهى تردد جايلى ليه انا ماعملتش حاجة ماعملتش حاجة
ليجلس حمزة بهدوء وهو ينظر اليها بتمعن ثم قال ليه يانورا ده انا عمرى مارفضتلكم طلب ليه
نورا پغضب ليه انت بتسأل ليه عشان ابوك السبب
حمزة بتساؤل السبب فى ايه بالظبط
نورا بهذيان جوزهاله ڠصب عنها كرهته وكرهتنى لانى بنته عمرها ماحبتنى ولا انا كمان حبيتها لكن كنت بخاف منها كانت بتتعامل معايا اكنى انا المسئولة عن اللى حصل معاها زرعت كرهى لابويا وكرهى ليكم جوايا رضعتنى كيد وشړ حتى لما ابويا ماټ ضيعت فلوسها وفلوسى اكنها بكده بتمحى ابويا من حياتها ولما فشلت تخليك تتجوزنى رمتنى لابن عشيقها
حمزة پغضب ايه اللى انتى بتقوليه ده
لتضحك
نورا باستفزاز قائلة ايوة ولازم تعرف ان عدنان هو اللى ورا كل ده هو اللى خطط لكل حاجة عشان ينتقم من ابوك فيك بس جشعهم و طمعهم كل مادا كان بيزيد وخصوصا بعد مافادى خسر فى البورصة عدنان اقنعنا ان فادى يطلقنى على الورق ويرجع يردنى عرفى عشان نقدر نستنزفك حتى لو كانت امى عرفت تقنعك انك تتجوزنى ماكانش عندهم مانع ابدا انى اجمع مابينكم
حمزة طب وخالد كنتى ناوياله على ايه
نورا بابتسامة هاذئة اهو خالد ده الراجل الوحيد اللى كان نفسى فيه
حمزة كنتى بتحبيه
نورا انا عمرى ماحبيت بس كان نفسى اكسر مناخيره بأى طريقة
حمزة وهو ينهض استعدادا للرحيل
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 24 صفحات