الإثنين 25 نوفمبر 2024

قصه كامله

انت في الصفحة 23 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

ليه ومش بعيد تفضحنى ده غير ابوها طبعا مكنش هيسكت
التفتت الى اميرة والتى اسرعت باخفاء مشاعرها سريعا وقدرية
تقول بحزم
وبعدين مانتى بنت اخويا برضه واولى من الغريبة مش كده ولا ايه يابت
اميرة بابتسامة ملتوية صفراء تخفى ورائها نوايا سوداء كقلبها 
طبعا ياعمتى هو كنت اطول اتجوز كبير عيلة الصاوى ده حاجة ولا كانت حتى فى الاحلام
كانت تخرج ملابسها من داخل خزانتها تدفعها داخل الحقيبة بعيون لا ترى شيئ من شدة دموعها المنهمرة فلاول مرة فى حياتى تتعرض لانكسار والاھانة بتلك الطريقة حتى عندما زوجها جدها له بتلك الطريقة لم تشعر كما تشعر الان يتلغب عليها احساسها بالخديعة وبأنها كانت لقمة سائغة له ولاهله
صړخت بداخلها پألم ..اكان يستحق منه الامر كل هذا التخطيط وتعريضها لتلك المعاناة من اجل ارض لو كان طلبها منها بنفسه ما ترددت ثانية ان تعطيه اياها خاصا بعد ما رأته منه من حنان ومراعاة فى فترة مرضها
ولكن اااااه والف ااااه فقد كان كل هذا تمثيل وتخطيط منه لها ..لم يشعر اتجاهها ولو بذرة واحدة من الحب قد رفعها للسموات السبع ثم خسف بها الى اسفل السافلين ينهيها ويعتصر قلبها دون رحمة او شفقة حين خيرها مابين زواجه من اخرى او رجوع حقها لها 
اڼفجرت الدموع تشهق معها بصوت مټألم بشدة ترمى ما بيدها ارضا ث صاړخة دون صوت يريحها تتسائل ...ماذا كان ينتظر منها ...اكان ينتظر رفضها فتلفظ كرامتها امام الجميع وهم يروا يأسها للاحتفاظ به .....اكان يتوقع ان تنحنى على اقدامها خوفا من ان تسرقه واحدة اخرى غيرها
اخذت تدور الاسئلة بداخلها كداومة سوداء تبتلعها حتى انتهى بها الامر تسأل سؤال لم تستطيع الفكاك منه
هل ما فعلته هو الصواب ....اكان تصرفها هو الصحيح فى ماحدث ....اكان يستحق الامر ان تحتمل كل هذه الالام حين تخلت عنه لاخرى غيرها
ظلت مكانها ترتمى ارضا لوقت غير معلوم حتى قررت استجماع شتات نفسها تنهض واقفة باقدام مرتعشة تستأنف عملها السابق بوجه شاحب وعيون شديدة الاحمرار وحركات هامدة حتى سمعت صوت فتح الباب لتسرع برسم اللامبالاة فوق ملامحها تتجاهل تقدمه البطيئ للداخل حتى توقفت خطواته امامها تماما يسود الصمت التام شعرت خلاله بتحديقه الثابت بها وهو يتابع حركاتها ليصدح صوته الحاد بعدها صارخا بها
اقدر اعرف ايه اللى بتعمليه ده 
تابعت ليله عملها لاتعيره اهتمام ليتقدم نحوها جاذبا اياها من ذراعها نحوه 
لما اكلمك تردى عليا .. اياك تتجاهلينى مرة تانية
حدقت به بخيبة امل ترتفع ابتسامة ساخرة مريرة هامسة 
اهلا بجلال بيه الحقيقى...طالت الغيبة والله
تحركت عضلة بجانب فكه كانت الدليل الوحيد على تأثره بحديثها تومض تعبيرات وجهه بشيئ لم تستطيع تفسير اختفى سريعا ترتفع ستار البرودة فوق
وجهه هامسا هو الاخر 
بالظبط جلال القديم ظهر ..ماهى واحدة زيك مستهلش غيره.. وعلشان كده تردى عليا من غير كلام كتير
ليله وعيونها تنطق بالتحدى 
راجعة بيت اهلى ...استحالة اقعد هنا ثانية واحدة مع ناس زيكم
تراجع رأس جلال للخلف ضاحكا بصخب جعلها تتوتر وتتملل بين ذراعه وهى تراه مرة اخرى وعينيه ملتمعة بشدة يسألها باستهزاء
وبيت اهلك الناس اللى فيه احسن من هنا طبعا ..نقول زاى راغب مثلا!
شحب وجهها حين اتى على ذكره امامها يذكرها بكل لحظة سوداء مرت عليها بسبب ذلك لكنها اسرعت تتماسك 
ايوه زاى راغب اللى ميجيش حاجة جنب استاذ كبير زيك... راغب اللى بفضله رجعت افتكرت اد ايه انتم ناس ماتتعشرش و كنت هفضل على عمايا معاكم كتير
التزما كلهما الصمت بعد حديثها ذاك كانت عينيهم بنظراتها المتحدية الغاضبة ابلغ من اى حوار اخر بينهم قبل ان يقول جلال بصوت خالى النبرات ووجه غاضب
مدام انتى شايفة كده يبقى ....
على فين مش تستنى يمكن اكون استاذ عنه فى حاجات تانية
رفعت عيون مصډومة اليه ومعها كفها تنوى صفعه صڤعة قاسېة كقسۏة كلماته لها ولكنه كان اسرع منها ذئبية قائلا بصوت اجش
فاكرة اخر ..ولا لحد هنا وذاكرتك وقفت...بس انا بقى هفكرك
عارف لو ها...ها...صوت والم عليك البيت
ياريت ... ساعتها يمكن يفتكروا انى بربيكى من اول وجديد زاى مانتى محتاجة فعلا
صړخت بقوة حين قبض فوق كاحلها بغتة 
لتتسع عيونها جزعة هامسة باسمه بتضرع دون ارادة منها وعيونها يغشاها الدموع تتطلع له برجاء لتتوقف حركته كألة نزع مقباسها يقف متجمدا يتعالى بانفاس متسارعة تضيق قبضته اكثر فوق معصميها فى لحظات مرت عليها كالدهر قبل ان تنحل قبضته شيئا فشيئا يفرج عن نفسه حاد متراجعا عنها ببطء بنظرات مذعورة يهتف بصوت اجش مرتعش 
انتى ايه.... عاوزة توصلينى لايه ....عاوزة تثبتى ليا ولنفسك انى زاى ما عقلك المړيض مصورنى ليكى ..انا ....
صمت يتجعد وجهه اشمئزاز يكمل بخشونة
انا ....بقيت مقروف من نفسى ومنك انتى بقيتى بتطلعى اسوء ما فيا .....انا..
زفر پعنف يدفع كفه بين خصلات شعره يتلفت حوله كالتائه ثم تحرك ناحية الباب بخطوات سريعة تاركا لها باهمال ووجه شاحب شحوب
المۏتى
الفصل السادس عشر
بعد منتصف الليل جلست اميرة فوق الفراش تضحك بسعادة وعيونها المنبهرة تتطلع فى ارجاء الغرفة وهى تتحدث فى هاتفها قائلا
اسكتى ياما على العز اللى بنتك فيه... هنا ياما هنا
صمتت للحظة تستمع لطرف الاخر عاقدة حاجبيها بتركيز تهتف بعدها 
لاا... وانا اعرف منين هو رمى لى انا وعمتى الكلمتين واختفى ....ومن بعدها مشفتهوش لهو ولا المحروسة مراته
توترت ملامحها تهمس بانزعاج 
تفتكرى انه يعملها
عادت تكمل فورا تقنع نفسها قبل ان يكون اقناع لطرف الاخر
لا متخفيش... هو خلاص سلم ووافق... وبعدين مكنش ادامه حل غير كده... لااا متخفيش عمتى مظبطة كل حاجةوبنتك اخيرا هتعيش وتقب على وش الدنيا
قطع حديثها طرقات هادئة فوق بابها لترتفع الحيرة فوق ملامحها وهى تتطلع الى الباب قبل ان تعاود التحدث فى الهاتف هامسة باستعجال وهى تنهض من مكانها متوجه ناحية للباب 
بقولك ايه ياما اقفلى دلوقت وهكلمك بعدين... اصل فى حد على الباب هشوف مين وارجعلك ...
اغلقت هاتفها بينما تمتد يدها لمقبض الباب وهى تسأل بقلق وحيرة عن هواية الطارق فى مثل تلك الساعة فيجيبها الصمت من الطرف الاخر لتقف مكانها بحيرة تلوك قلقا حتى تغلب فضولها اخيرا عليها حين عاود الطرق مرة اخرى ولكن هذه المرة باصرار لتحسم امرها وتفتح الباب فورا
فتتسع عيونها ذهولا وصدمة وتتراقص امارات الخۏف والقلق فوق ملامحها حين رأت امامها اخر شخصا تتوقع حضوره اليها فى تلك الساعة وهو يقف مستندا فوق اطار الباب بارتخاء وراحة تتراقص ابتسامة ساخرة فوق القاسېة ليزحف الشحوب الى وجهها تزيده البرودة المنبعثة من عينيه لها جاعلة دمائها تتسرى فى عروقها كالسقيع تشعر وكأنه زحف المۏت اليها ببطء شديد
لاتدرى كيف مر عليها اليوم فبعد خروجه العاصف من الغرفة ظلت مكانها تطالع السقف بعيون شاردة مټألمة لا تعلم كيف لها ان تتصرف ا
اتذهب الى منزل ذويها كما نوت منذ البداية وتتجاهل شعورها بالخۏف من راغب وما يستطيع فعله بها خاصة بعد خروجها عن حماية جلال لها
ام تظل هنا تشهد بعينيها كرامتها المهدرة ونظرة الانتصار فى اعين الجميع لها بعد ان يعلم الجميع ماحدث معها وكيف تم استغلال سذاجتها
لتظل على حيرتها حتى بعد حضور حبيبة اليها ومحاولتها الاستفهام منها عما حدث وكيف اصبحت ابن خالها هى الزوجة المنتظرة لجلال لكن استقبلت ليله جميع اسئلتها وحيرتها بالصمت والسكون التام لا تجيبها بحرف واحد تجلس شاردة باهتة الملامح حتى استسلمت حبيبة تزفر بحيرة وهى تغادر الغرفة تاركة ليله مكانها كتمثال قد من حجر بعد فشل جميع محاولات حبيبة المتكررة لاخراجها عن صمتها هذا
حتى تعدت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وهى مازالت على جالسة بحالتها هذه بعد ابدلت ملابس النوم اعلانا منها باستلامها ومكوثها هنا حتى اشعار
اخر تتأكلها الافكار حتى شعرت بثقل عيونها وزحف النوم اليها وقد حاولت متكاتفا معه ارهاقها واجهادها طوال اليومالمرهق فوق الاريكة تغيب عن العالم تماما
فلا تشعر بشيئ عن دخوله الهادىء الى الغرفة ولا وقوفه بصمت عدة لحظات يتطلع اليها بنظرات لا تقرء للحظات طوال حتى تقدم منها ينحنى على عقبيه امامها متأملا علامات الاجهاد فوقه وشحوبه الشديد ليهاجمه شعور من عدم لرضا عن رؤيته لحالتها هذه يزعجه بقوة زافرا بحدة لعله يمحو شعوره ذاك قبل ان بخطوات هادئة خوفا من استيقاظها
لكنها ظلت مغلفة داخل شرنقة النوم
لا تشعر شيئ مما يجرى حتى بعد ان مستسلما لسلطان النوم سريعا
تمطلت براحة وهى تحرك راسها متنهدة بنعومة سرعان ما تحول لړعب حين شعرت بصلابة تلك الوسادة وتقسيماتها تحت اناملها التى من المستحيل ان تصير بها فتفتح عينها سريعا تتسع پصدمة شاهقة بفزع وهى تحاول التحرك لكنها فشلت فشلا 
على فين يا مراتى ياحلوة يا مؤدبة كده على الصبح.. ايه شوفتى عفريت!
رفعت ليله عينيها اليه تتطلع اليها بتوتر وقلق وهى مازالت تحاول الابتعاد عنه قائلة 
سيبنى اقوم... مش عارفة انا ايه اللى جبنى هنا انا كنتى نايمة على الكنبة
قائلا بهدوء غير مبالى متجاهلا
انتى....اللى جيتى الفجر وقلقتى منامى ولقيتك نمتى جنبى بالشكل اللى شوفتيه ده حتى معرفتش ابعد عنك طول الليل من تكتيفك ليا
كانت ليله تطالعه بذهول عينيها متسعة يظهر عدم تصديقها له فيهما لكن تمالكت نفسها سريعا تهمس بصوت مرتعش متوتر قائلة بتلعثم رغم محاولتها اظهار التماسك
طيب... انا اسفة... ممكن.... بقى تسبنى اقوم
هز جلال كتفه يهمس بأبتسامة 
اتفضلى...انا مش ماسك فيكى على فكرة
توترت ليلة تشعر بالخجل الشديد حين وجدت صدق حديثه فقد اختفى ذراعه من حولها ليصبح فجأة خلف رأسه براحة لا تعلم متى حدث ذلك بينما وهى من تستلقى دون اى لتنهض سريعا بأرتباك 
لما تخلصى حمامك صحينى.... علشان اقوم انا كمان استعد... يدوب الحق اسافر انا واميرة بلدهم علشان اكلم خالى فى موضوع جوازنا
وقفت مكانها كمن ضړبتها صاعقة تضربها كلماته
فى مقټل تسحب منها روحها بعيدا فكل حرف كان يخرج منه صب فى اذانها كالمعدن المنصهرهامدا بلا روح 
هتتجوزها!
اعتدل جلال فى الفراش على ظهره مرة اخرى ينظر اليها ببطء وعينه ائلا بقسۏة
وليه لا..... على ما اظن ده كان بموافقتك امبارح...ولا انا غلطان
وفقت مكانها لاتدرى بأى كلمات تجيبه تتلعثم الحروف داخل جوفها دون ان يخرج منهم شيئا للنور فقد ظنت ليلة امس حين عرضت عليهم ابنه خاله ذلك الامر انه بمثابة شرط تعجيزى منهم لها حتى ترضى بما حدث وتصمت فى مقابل احتفاظها به ليأتى كلامه لها الان ليمحو ظنها هذا تماما فتتكسر الى شظايا حين عاود الاعتدال مرة اخرى على جانبه يغمض عينه وهو يكمل بصوت خشن جاف 
يوم كتب الكتاب ارضك هترجعلك...واظن كده ابقى نفذت طلبك
ليله بصوت خرج اخيرا منها تهمس برجاء منكسر رغما
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 40 صفحات