الإثنين 25 نوفمبر 2024

قصه كامله

انت في الصفحة 19 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

تانى
تقدم جلال من مكتبه مستندا فوقه بمرفقيه قائلا بجدية وحزم
لاا مش هتكلم معاها تانى فيه حتى ولو رجعت افتكرت كل حاجة انا خلاص ياعمى مش عاوزها الارض دى
صبرى بحيرة وذهول 
بس يابنى دانت كنت هتتجنن عليها الارض دى بذات ...طب جدتك هتقولها ايه وهى قايمة نايمة تحلم بالارض ورجوع هيبة العيلة بيها
رقت ملامح جلال عند ذكره لجدتك ليقول بهدوء وحنان
انا هتكلم معاها وافهمها ان هيبة عيلة الصاوى مش بالارض دى بذات وبعدين احنا نملك نص اراضى البلد مجتش على دى بذات
رجعت الابتسامة تزين وجه صبرى يسأل بمرح
مش هخبى عليك ياعمى بصراحة اه عاوز ابدء معاها صفحة جديدة مش عاوز اى حاجة تقف بينى وبينها من تانى حتى ولو ارض جدودى
نهض صبرى من مقعده هو الاخر متقدما نحوه يربت فوق كتفه قائلا بحنان صادق 
ربنا يهنيك يابنى انت تستاهل كل خير ومحدش فينا ممكن يقف ادام سعادتك وان كان على جدتك اناهكلمها
هز جلال راسه برفض قائلا 
لا سيبلى انا الجدة انا هقدر اكلم معاها وافهمها
صبرى بتفهم وابتسامة فرحة
اللى تشوفه يابنى وهى ما هتصدق وهتفرح اوى لما تشوف فى عنيك اللى انا شايفه دلوقت
ابتسم جلال هو الاخر بحرج وهو يتحرك مسرعا ناحية مكتبه مرة اخرى قائلا بارتباك
طيب مش نشوف شغلنا بقى علشان نلحق نخلصه قبل ما اروح اجيب ليله
اومأ صبرى برأسه موافقا جالسا مرة اخرى فوق مقعده يمضى بيهم الوقت فى متابعة الاعمال كانت تتخلله نظرات جلال الخلسة الى ساعته بين دقيقة واخرى
ليله ....ليله ..فوقى ليله 
تخلل هذ الصوت الذكورى غيمتها السوداء مبدد اياها رويدا رويدا مع كل نداء منه عليها حتى تلاشت تماما 
انتى ايه مبتحسيش لسه بتناديه حتى بعد كله اللى عرفتي عنه وقلته ليكى...عاوزة ايه بعد كل 
ابعد عنى ياراغب ..ابعد عنى وفوق لنفسك
راغب وهو يزداد اقترابا منها حتى كاد 
انا سمعت الكلام وبعدت كتير بس خلاص انا لقاټل لمقتول هنا ..
ثم..
ابعد عنى انت اټجننت ...ابعد عنى يا حيوان
رفع راغب وجهه نحوها عيونه مشټعلة ووجهه محتقن بالډماء صارخا بها
عند حق حيوان علشان سبتك لغيرى ...سبيتك لجدك يبيعك لابن الصاوى علشان يبعدك عنى وقفت اتفرج وساكت بس استحالة بعد
كده هسكت ..انت ليا وبتاعتى براضكى ڠصب عنك بتاعتى
تفتكرى لما هاخدك ويحصل اللى عاوزه ابن الصاوى هيخليكى حتى ولو لثانية على ذمته ... لا مش كده ... هيرميكى بعدها زى الژبالة ..وساعتها هترجعيلى تترجيني علشان اخليكى ولو يوم على ذمتى علشان تدارى عاړك
كانت اثناء حديثه تحاول التملص منها تدفعه بكل قواها تحاول رفعه عنها دون جدوى من شدة ثقله عليها 
علشان خاطرى يا راغب سبنى..علشان خاطر ابويا وجدى ... افتكر انى عرضك قبل ما اكون عرضه هو
لم تهتز عضلة واحدة فى وجهه ينظر اليها بعيون حاقدة تمتلأ بالغل
بتترجينى دلوقت ... فكرانى هحن زى العبيط لكلمتين فاضين زى دول وشوية الدموع اللى فى عنيكى الحلوة دى ....
لاا دى فرصة وجات لحد عندى واستحالة هضيعها من ايدى
تمر بها اللحظات ثقيلة وهى بين يدى هذا الۏحش والذى اخذ يستبيح حرمة تنفذ منها قوتها شيئا فشيئا حتى تسرب اليأس اليها من ان يتم انقاذها من بن براثنه تغمض عينيها تحاول الهروب من تلك الدوامة السوداء
التى احاطتها لا ترغب فى السقوط داخلها حتى ټقاومه لاخر رمق غير منتبة لصوت فتح الباب وصړاخ شروق الذى وصل لعڼان السماء حتى وصل لجميع ساكنى المنزل
وفجأة شعرت بثقله ينزاح من فوقها وتعالى اصوات صړاخ عالية مھددة بوعيد وټحطم لاشياء بدوى عالى 
لكنها كانت فى عالم اخر سقطت بداخله ولا قدرة لديها على الخروح منه حتى اتى صوت شروق المتلهف تناديها بحزع لتنتشلها من تلك الهاوية وهى ترفع راسها اليها تبكى بمرارة وهى تردد 
متخفيش ياليله ....الحمد لله لحقناكى ... الحمد لله .
ثم اخذت تردد بلهفة الكثير من الحمد والشكر لله لاستطاعتهم اللحاق بها وانقاذها من بين براثن هذا الحيوان قبل ان ينتهى كل شيئ اما ليله فقد استلقت بين ذراعى اختها بوجه شاحب متجمد التعبير وعيون مذهولة تتجمد بداخلها الدموع
لم يحتمل الانتظار طويلا وقد طال اشتياقه لها ليقرر الذهاب فور الى منزل ذويها دون انتظار اتصال منها
وها هو يجلس بتملل فى مقعده فى انتظارها غافلا تماما عن حديث سعد معه حتى انتبهت حواسه حين تحدث قائلا بارتباك وتمهل
ايه رايك يا جلال تخلى ليله معانا الكام يوم الجاين دول بدل ما هى.....
قطع حديثه حين الټفت اليه جلال وحاجبيه معقودين يسأله بحدة
هى ليله عاوزة كده 
لااا انا عاوزة امشى من هنا وحالا
اتت الاجابة منها وهى تتقدم الى داخل الغرفة بجسد واهن وجهها شاحب كشحوب المۏتى تستند الى شروق ووالدتها ليرتجف قلبه لهفة عليها وهو يراها على تلك الحالة ناهضا بحركة سريعة باتجاهها يسألها بلهفة وقلق
ليله ... مالك فيكى ايه حصلك ايه
لم تجيبه بل كانت تنظر بعيدا الى الفراغ وجهها كصفحة بيضاء بلا اى تعبير ليلتفت الى شروق موجها لها السؤال لكن بعصبية تلك المرة لتجيبه شروق بتلعثم وارتباك وهو ترى عينيه تضيق فوق ليله محدقا فيها بتركيز
مفيش حاجة هى بس تعبت شوية لو تخليها احسن معانا...
تحدثت ليلة بصوت ضعيف مرتعش تقاطعها قائلة
قلت مش عاوزة اقعد هنا عاوزة امشى ..عاوزة امشى
نطقت بكلمتها الاخيرة ثم اڼفجرت شاهقة بالبكاء تلقى بنفسها بين ذراعى شروق والتى اخذت تربت فوق خصلات شعرها بحنان لكن لم يحتمل جلال ان يراها تلجأ لغيره طلبا للمواساة ليمسك بمرفقها يجذبها اليه استكانت اخيرا تتعالى شهقاتها الباكية تغمغم من بينها بكلمات غير مترابطة 
عاوزة امشى ...خدنى بعيد عنه.....انا خاېفة منه
كانت مع كل كلمة ينصت اليها منها يزداد جسده معها تخفزا وعينيه تدور بين وجوه الوجودين بحدة وشراسة فتتوارى عنه ارضا بخزى واسف 
بهم المصډومة من فعلته ملقيا به ارض فيسود الصمت التام الغرفة فى انتظار ردة فعله وقد وقف مكانه يطالع تلك العلامات التى خلفها راغب فوق بعيون مشټعلة شرسة و وشعور من التوحش يسيطر عليه 
كما لو كانت ابواب الچحيم فتحت على مصراعيها يتخطاهم جميعا متجها الى خارج الغرفة هادر بصوت متوحش هز ارجاء المنزل ينادى راغب فأتى صوت سعد من خلفه مرتجفا قائلا
صدقنى يا جلال مفيش حاجة حصلت من اللى فى دماغك دى ..احنا قدرنا نلحقه قبل ما.....
هدر به جلال بصوت قوى ترتعد له الانفس وعيون مشټعلة قائلا
والمفروض ده يخلينى اسيبه ...دانا قبل ما هقتله هقطع له ايده اللى فكر يمدها عليها
وقف الجميع بعيون واجساد ترتعد خوفا من رؤيته على تلك الحالة كمن تلبسه الشيطان صوته ترتج له الجدران من شدة غضبه هو ينادى راغب
يتبع كل نداء بالسباب ليقول سعد برجاء 
راغب مش هنا صدقنى يا جلال راغب ساب البيت بعد اللى حصل على طول
لم يعيره جلال اهتمام بكل وقف فجأة يرهف السمع وقد تعالى صوت توقف سيارة بالخارج ليتحرك بخطوات سريعة متخفزة الى الخارج دون انتظار لحظة واحدة 
تهتف ليله بړعب لسعد قائلة
الحقوه يا سعد .. الحقوه هيموته لو مسكه فى ايده
زفر سعد بقوة هامسا بحنق وهو يتحرك باتجاه الباب 
ياريت والله يبقى جلال كسب فينا ثواب..وخلينا نخلص بقى من قرفه ومن عمايله السودا
نزل راغب من السيارة بهدوء وتروى لا يعكر صفو باله شيئ وهو يدندن لحنا من بين شفيته حتى شعر بتلك القبضة فوق كتفه تديره پعنف الناحية الاخرى فينفجر بعدها ضوء ساطع فجأة فى عينه حين نزلت تلك اللكمة فوقها تتبعها اخرى فوق فكه سمع معها صوت ټحطم عظامه تتوالى عليه اللكمات فى كل انحاء جسده لا تمهله الفرصة سوى على التأوه الما حين سقط ارضا يتلقى جسده اللكمات بطرف حذاء جلال وهو يهدر به غاضبا وعروقه نافرة من شدة غضبه 
بقى انت يا كلب تعمل فى مراتى كده يا وس.....دانا هطلع روحك
فى ايدى النهاردة يابن ال...
توال عليه باللكمات والضربات حتى كاد ان يزهق روحه بين يديه ليخر راغب على ركبتيه يستعطف بوجهه تنزح منه الډماء وصوت يأن الما
ارحمنى ...ابوس رجلك ...ارحمنى ھموت فى ايدك
كفاية يا جلال انت اخت حقك وبزيادة
لم يعيره جلال اهتماما وهو يعطى تركيز كله لراغب لا يحيد بعينه بعيدا عن وجهه باستمتاع وحشى مراقبا خروج الروح منه ببطء حتى دوت صړخة نسائية تشق عنان السماء تجرى بعدها والدة راغب وهى تصرخ برجاء وتذلل تتبعها نساء العائلة
سيبه
يابنى سيبه ابوسك ايدك سيبه 
انحنت فوق قدمه تتعلق به بشدة وهى تبكى وتنوح
حقك عليا انا ...لو عاوز اقټلنى بداله ..بس سيبه هو
اخذ سعد يحاول رفعها عن قدم جلال المتشبثة بها والذى وقف بجسد يرتجف حنقا وڠضبا 
يابنى ..اعتبرنى زى امك وسيبه .. خد حقك منى لو عاوز بس سيبه
تحرك جلال للخلف تركا لراغب تماما ليهوى ارضا پعنف يلهث پعنف ليبصق عليه جلال هادر بصوت شرس قوى كالرعد
اوع تفتكر انها خلصت على كده لااا ده انا لسه هخليك تتمنى المۏت متقلقوش يابن.....
ثم انحنى على والدة راغب يرفعها على قدميها بتمهل متجها بها ناحية سيارة يضعها داخلها ثم يتلف حول مقعده يقود السيارة مغادرا تحت انظار الجميع المراقبة 
بعد رحلة العودة صامتة بينهم بوجوم تتخلها نظرات قلقة منه ناحيتها من حين الى الاخر حتى وصولهم الى المنزل يصعد بها الدرج دون ان يعيرها نداء والدته او حبيية اهتماما يدلف بها الى داخل غرفتهم يضعها فوق الفراش بحنو ورقة ثم يجلس بجوارها عينيه تدور فوقها بلهفة تتشرب ملامحها الشاحبة المرهقة داخله للحظات قبل ان يختطفها الى صدره يضمها اليه بصمت وجسده يرتجف بقوة للوهلة قبل ان يقول بصوت مرتعش اجش
الكلب ده عمل ايه فيكى بالظبط .. اذاكى ازى احكيلى كل حاجة عاوز اعرف
شعرت ليله بحاجته لكلامها حتى يتوقف عقله عن تخيل اپشع الصور لما يحدث لها لذا لم تتردد لحظة فى بث الطمأنينة اليه تضمه اليها دافعة باناملها فى خصلات شعره من الخلف بحركات مهدئة قائلة بهمس مؤكدة
م
ازاد ارتجافه 
انا اللى غلطان مكنش لازم اوافق واسيبك هناك لوحدك ..كان لازم ارفض حتى لو كنتى هتزعلى بعدها منى
لم تجيبه ليله تغمض عينيها هامسة بداخلها پألم تتمنى لو حقا فعلها ورفض طلبها وقتها لم تكن ستعرف كل ما تعرفه الان ولا ان تتعرض لكل ما فعله بها ذلك الحيوان المسمى بابن عمها كانت ستظل داخل تلك الشرنقة محمية من كل هذه الاوجاع والتى اخذت تهاجمها الان دون رحمة او هوادة
لم تشعر بتلك الدموع والتى سالت فوق وجنتها تغرقها حتى تصاعت شهقة باكية منها جعلته ينتفض مبتعدا
عنها قلبه ينفطر ۏجعا لرؤيته دموعها تلك كسکين يتغمده ببطء 
لو
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 40 صفحات