روايه كامله
دي هتكون اخر مره تشوفگ عيني فيها
لم يتحمل سماع حديثه وارتمى داخل يبكي مثل الطفل الصغير الذي يودع أباه في اول يوم دراسي له لكنه في هذه المره لا يعلم حقا متى العوده واللقاء متى سيكون
ربت محمود على كقته
ودعا له أن يوفقه فيما اختار فكم مره نصحه بأن الهروب ليس هو الحل لمشاكلة وانه لا بد من مواجهتها لكنه كما اعتاد منذ صغره مبدأ الهروب هو الحل الأمثل بالنسبه له.
ولكن بقى السؤال متاح امام ناظره هل سيعود من جديد وكيف سيواجهها بعد ما فعل بها
سافر بفؤاد خالي وبتأنيب ضمير يعذبه ولا يجد طريقة لوأد هذا الضجيج وصمته ليخرس دون رجوع.
ومرت
الأيام تلو أسابيع و حالة غزال النفسية تحسنت بشكل ملحوظ للجميع ويرجع ذلگ في فضل وجود احبابها بجانبها وايضا جلسات العلاج النفسي مع الدكتورة آلاء و تعودها للحديث وعدم كتمان أي شيء بداخلها وجاء اليوم الذي ستخرج منه بعد أن اطمئنت عليها بأنها أصبحت غزال غير التي دخلت من قبل عانقتها بحب واخذت منها عنوان وارقام الدكتور أمان وقررت أن تذهب إليه في أقرب وقت.
آسفه يا غزال اني مروحتش ولا مره المستشفى اشوفگ بس معرفتش اسيب الولاد فين.
ازاي تقولي كده احنا اخوات وعشرة وابنگ زيه زي ولادي و ماما ربنا يديها الصحه وسند كانوا معايا كلنا لازم نكون سند لبعض ومفيش شكر بين الحبايب.
ابتسمت لها غزال بحب وردت والدتها في فخر وتقدير
طول عمرگ بنت اصول وبتعرفي في الواجب يا سمية والله زين ما اختار سند ابني عرف ينقي شريكة حياته بصحيح ونعم التربية.
ربنا ميحرمنيش من رضاكي عليا يا ماما هدخل اغرف الأكل على طول زمانكوا واقعين من الجوع.
اه وحياتگ ياحببتي انا حرفيا واقع من الدور العاشر.
هوا يا روحي.
مش عايزة طيب مساعدة
لو الحماس قاتلگ اوي تعالى اعمل السلطة.
عيوني يا قمر هغير هدومي وهاجي فريره.
دخل ليبدل ملابسه بثياب مريح ثم توجه إليها لينفذ ما طلبته وعيون غزال تلاحقه وأذناها تستمع لعذب حديثة وتتذكر كم من المرات كانت تطالبه بمشاركتها في عمل أي شيء لكنها كانت دائما تستمع نفس الرد المتكرر انه ليس من تخصصه فعل اي شيء داخل المنزل وهذا من عملها يكفي عليه تعبه وإرهاقه في العمل اغمضت مقلتيها بۏجع ثم نهضت داخل غرفتها وحينما دخلت وجدت كل شيء في مكانه وكأن شيء لم يكن ف سند قام بتغيير المرآه المكسوره بأخرى ويا ليته يستطيع اصلاح ما كسر بداخلها مثلما فعل بمرآتها !
شكرا على كل حاجة عملتها ولسه هتعملها عشاني شكرا على وقفتكوا جنبي اللي خلتني اقدر اقف من تاني.
ترگ تقطيع الطماطم وامسح يده في منديله وضمھا بحب وقال
مفيش بين الأخوات شكر انتي بنتي يا غزال من قبل ما تكوني اختي وقولتلگ مليون مره قبل كده انا سندگ وظهرگ وطول ما انا عايش متشليش هم لحاجة ابدا.
ثم اخرجها لترتاح ورفض بشده مساعدته ابصر زوجته فوجدها عيناها تلمع بسعادة فسألها
مالگ ياحبيبتي بتبصيلي بعيون بتلمع ليه كده
تقدمت نحوه وهمست بحب وعيناها تحتضنه بشوق رادفة
عيني بتلمع من الحب والفخر انگ جوزي وحبيبي وابو عيالي.
انت مفيش ست في الدنيا متتمناش واحد زيگ في حنيتگ عليها وعلى اختگ و والدتگ انت جايب كل الحنان ده منين
من عند ربنا زرعة في قلبي عشان اڠرق بيه كل اللي بحبهم بس خلي بالگ لټغرقي.
هو أنا لسه هغرق فيه أنا ڠرقت من زمان ونفسي مطلعش من بحر حنانگ ابدا.
أنا بقول نلم نفسنا عشان احنا مش في بيتنا يا بنت الناس ولو حد لمحڼا شكلنا هيبقى مش حلو نخلص غدا ونشوف موضوع الحنان ده بعدين.
اوگ يا سندي زي ما تحب ياروحي انا من ايدگ دي لايدگ دي.
سمية اعملي معروف مش وقت دلع انا جعان وانتي عارفه لما بجوع مش بعرف اشوف قدامي اغرفي الأكل الله يرضى عليكي.
ضحكت عليه و غرفت الطعام ونادت على غزال لتناوله اياه وتضعه على المائدة وتجمعت الأسره كلها وتناولوا الطعام في راحة بال كانت غائبة عنها والآن فقد عادت من جديد احساس الغربه ممېت كانت تشعر أنها مثل
الطائر المهاجر الذي ترگ عشه دون ارادته بفعل الاعاصير واجبرته على الرحيل والآن عاد لنفس المكان وبنى عشه واكمله و اكتملت فرحته من جديد.
لم تتناول الكثير برغم تعدد اصناف الطعام ومذاقها الجيد سعادتها جعلت معدتها تمتلئ ونهضت لترتاح في غرفتها فسألها سند
قومتي ليه ياغزال الأكل معجبكيش تحبي اطلبگ البيتزا اللي بتحبيها
لا والله الأكل جميل جدا لكن أنا الحمدلله شبعت تسلم ايديگ يا سمية فرحتي بلمتنا شبعتني ربنا ميحرمنيش من لمتكوا حواليا يارب.
بالف هنا وشفا عليك انا بقول على بليل كده اخد العيال واروح شقتي.
ليه يا سند ارجوگ خليگ معايا أنا بطمن لما تكونوا جنبي بلاش تسبني الفترة دي الشقة كبيرة ماما هتنام معايا وانت وسمية في اوضة الأطفال والأولاد في اوضة المعيشة نفرد الكنبه هتبقى سرير عشان خاطري خليكوا معايا ولا انتي مش عايزة تقعدي معايا يا سمية
لا والله ما اتكلمت يا غزال انت عارفة انا بحبگ اد اية ومعنديش مانع خالص واللي يقول عليه سند انا موافقه عليه من غير كلام.
خلاص يا سند مراتگ موافقه ملكش حجة.
حاضر يا غزال هفضل معاكي الفترة دي بس لما احس انگ مش محتجاني هرجع شقتي فورا.
ضحكت واشرق وجهها بابتسامه عريضة وقالت بمزاح
يبقى مش هتروح ابدا شقتگ لاني عمري ما هقدر استغنى عنگ يا سند.
قالت كلامها وذهبت لابنها واستلقت على فراشها تحاول أن تغفى قليلا لتصمت تلگ الذكريات التي تجمعت داخل عقلها وتطاردها بكل ۏحشية لتنال وتثأر منها على ظلمها لروحها وتحملها مالا يتحمله بشړ وقفت فجأة وخرجت لتجلس معهما تهرب مما يثيره عقلها عليها ويذكرها بما لا تريد ذكراه كانت جالسه تشاهد معهم التلفاز وذهنها في مكان آخر كلما وقعت عيناها على ركن ترى موقف مؤلم عاشته من قبل تهرب لركن اخر ترى اشد منه قسۏة تنهدت بحړقة و تمنت ان تمحو كل ما يذكرها بماضي اسود تحاول استبداله بمستقبل مشرق وبذكريات أجمل استفاقت على سؤال اخاها مردد
ياترى نويتي تروحي لدكتور التغذية امتى يا غزال
بكرة أن شاء الله هروح بس هكلم دكتورة آلاء وابلغها تحجزلي عنده.
ليه تشغليها اديني عنوانه وانا اروح احجزلگ.
مش عايزة اتعبگ هي بس أول مره طلبت مني ابلغها وبعدين هو انت هتيجي معايا
طبعا هروح معاكي آمال اسيبگ تروحي لوحدگ مش لازم اطمن عليكي.
يا سند متقلقش عليا أنا لازم أتعلم اواجهه الدنيا لوحدي وكمان أنا مش صغيرة على فكره اطمن يا سند أنا مش غزال اللي تعرفها التجربة اللي مريت بيها كانت صعبه عليا واتعلمت منها حاجات كتير اوي ومش هسمح لأي حاجة في يوم تكسرني تاني و لا هسمح لأي مخلوق يوجعني مرة ثانية.
ايوة كده هي دي اختي القوية اللي عايز اشوفها دايما قصادي وانا هروح بس معاكي أول مره وبعدين روحي انتي لوحدگ ولو عايزة تاخدي سمية معاكي تونسگ براحتگ.
اتفقنا على خير ان شاء الله.
هاتفت غزال الطبيبة آلاء لتبلغها بزيارتها لدكتور التغذية وطلبت منها ان تحجز لها وتبلغه بحضورها اعجبت من نبرة حماسها الذي تسمعه طال الحديث معها ثم انهت المكالمه وهاتفت أمان الذي حين انتبه لحروف اسمها رد
لولو ازيگ اخبارك ايه
سيبگ من الأخبار والجمهورية بكره غزال هتجيلگ مش عايزة اوصيگ اهتم بيها اوي علاج غزال متوقف على نتيجة نقصانها لوزنها لو نجحت ثقتها لنفسها هترجع من تاني وهتبقى واحده تانيه خالص.
لا يعلم لماذا تراقصت نبضاته للمره الثانيه حين سمع اسمها أغمض عيونه وحلم بلحظة اللقاء تشوق لرؤية الغزال الباكي كما قالت في دفترها هل حقا مازالت باكية ام جفت الدموع داخل محرابها!
متى ستمر تلگ الساعات البطيئه ويلتقي بمن شغلت فكره دون أن يحادثها.
الفصل السادس
التقينا وجمعتنا اقدارنا بدون موعد.. فكان لقاءنا أجمل صدفة غيرت مسيرة حياتي..
حين طال صمته ظنت آلاء بأن شبكة الاتصال ضعيفة فنظرت لشاشة هاتفها وجدته مازال على الخط فقالت متسائلة
أمان أنت لسه معايا ولا مش سامعني
معاكي يا لولو ومتقلقيش ابدا هعمل كل اللي في وسعي اطمني هبلغهم اول ما توصل تدخل فورا.
كلي
ثقه في مهارتگ وقدراتگ يادكتره.
انهى حديثة وظل متعجبا لروحه التي ترفرف عندما يستمع لشيء يخصها امسگ ملفها واعاد قراءته للمره التي لا يعلم كم عددها وأعلن حالة الترقب لرؤيتها ونسج في خياله الكثير من وصف ملامحها وللعجب كان خياله دائما يصورها له بأنها حورية من حوريات الجنة انتعش قلبه بفرحه واغمض مقلتيه لما وصل له من وصف استفاق على لمسه أبنه فادي قائلا له بعتاب
بابي من ساعة ما جينا هنا وانا بلعب لوحدي طول الوقت هو ليه معنديش اخ او اخت العب معاهم زي باقي اصحابي
حدقه في اندهاش وتعجب لما قاله ظل صامت لحظات وتخيل لو ان الله يرزقه بطفل اخر وتستقر حياته تبتسم لمجرد الفكره التي جاءت في ذهنه قطع هذا الصمت ابنه هاتفا
طب انا عايز اقعد مع ناناه ولولو.
عايز تقعد مع ناناه ولولو وتسيب