الأربعاء 11 ديسمبر 2024

روايه كامله

انت في الصفحة 365 من 397 صفحات

موقع أيام نيوز


نوبة بكاء حار
بعد قليل جلست الفتاة بجانب قبر غاليتها وجاورها شقيقها محتضنا إياها وباتا يدعوان الله بأن يتغمدها برحمتهإنتفضت بجلستها ووضعت يدها فوق صدرها لتهدئ من ضړبات قلبها السريعة بعدما إستمعت إلي صوتا زلزل كيانها
إستمعت إلي نبرات الصوت من جديد مما جعلها تتأكد من حدسهاتلك النبرات هي تحفظها عن ظهر قلبإنها له معذبها ومالك فؤادها نعم إنه هوإنتفض قلبها پعنف معلنا عن إنهياره واستسلامه لحضور ذاك الحبيب

أما هو فقد حضر بعدما علم بحضورهم بالمقاپر في بادرة منه للتقرب إلي ياسين من جديد وتأملا بالعدول عن تعسفه بقراره الظالم لقلبه وحبيبتهإقترب من ياسين وتحدث بنبرة هادئة متأثرة بالمكان وقدسيته 
تعيش وتفتكر يا سيادة العميد
قطب جبينه متعجبا حضوره الذي لم يكن بالحسبانفاقترب عز وعلي عجالة تحدث كي يقطع أية محاولة من نجله لصد ذاك الوسيم 
أهلا يا سيادة الرائدما حدش يجي لك في حاجة وحشة
تهللت ملامح وجه كارم من مقابلة ذاك القامة الكبيرة صاحب المقام الرفيع والذي يمتلك سيطا هائلا داخل جهاز المخابرات المصرية ويكن له الجميع التقدير والإحترام لما له من إنجازات ونجاحات ساحقة في ملفات عدة
بسط ذراعه ليصافحه وهتف بنبرة حماسية 
أهلا بجنابكأنا أسف علي تطفلي وإني جيت في ظروف خاصة وحساسة زي ديبس حبيت أشارككم أحزانكم
في حركة مباغتة لكارم وياسين الذي جحظ بعيناه ناظرا على والده باستغراب بعدما حاوط كتف كارم بساعده في حركة حميمية وتحدث بنبرة ودودة وكأنهما صديقان منذ الكثير من السنوات 
تطفل إيه بس يا كارمده أنت خلاصبقيت واحد من العيلة
إبتسامة مع نظرة دهشة خرجتا من كارم الذي بات ينظر إلي عز بعدم إستيعاب لما استمع منه للتوحول عز بصره يتطلع إلي ياسين المتعجب تصرف أبيه وتحدث بنبرة تأكيدية
ولا إيه يا سيادة العميد
إحتراما لوالده وقراراته الحصيفة التي دائما ما تصب في مصلحة العائلة وبدون تفكير تحدث ياسين بنبرة هادئة
هو فيه كلام يتقال بعد كلام معاليك يا باشا
بلهفة عارمة نظر كارم علي ياسين مترقبا عيناه للإستعلام داخلهما عما إذا كان ما وصله حقا أم مافتحدث الاخر مؤكدا


________________________________________

صحة ما وصل ذاك الفارس من شعور
أهلا بيك يا كارم
إستغل كارم تلك الفرصة الثمينة التي لا تعوض واردف مخاطبا كلاهما باحترام 
بعد إذن سعادتكمكنت حابب أتشرف بزيارة بيت معالي الباشا
إبتسم عز وتحدث بحبور 
هنستناك بعد بكرة بالليلتجيب الدكتور جمال وسيادة المديرة وتيجوا تشرفونا
بذهول نظر عليه كارم من معرفته لإسم ومهنة والداه وبعدها لام حاله علي جهلهفلما الإستغراب إذا كان الامر يتعلق بذئب المخابرات عز المغربي
هتف شاكرا 
متشكر معاليك
أما ياسين فأردف معتراضا بهدوء
مش بدري قوي بعد بكرة يا باشا!
خير البر عاجله يا سيادة العميد...نطقها وهو يربت فوق كتف كارم الذي شعر بأن عالمه يفتح له ذراعيه علي مصرعيهما ويستقبله بحفاوةثم تحدث إلي كارم بعدما وجده يسترق النظر بدهاء من تلك الجالسة بجانب قبر والدتها
روح سلم علي ثريا هانم ومنال هانم وواسي الدكتورة يا حضرة الرائد
إبتلع لعابها ثم نظر إلى ياسين ليتأكد من موافقته تجنبا غضبتهفتحدث عز إليه بمشاكسة
بتبص علي مين يلاالكلمة الأولي والاخيرة هنا ليا أنا
واستطرد مداعبا إياه
إنت شكلك كدة هتبتدي تزعلني منك
ما أقدرش جنابك...نطقها بعيناي مستعطفة ثم نظر إلي ياسين مرة أخرى لكي لا يتخطي حدود الأصولفأشار له ياسين بإيماءة من عيناه تعني الموافقةفشكره وتحرك إلي ثريا ومنال بصحبة طارق الذي استدعاه عز لاصطحاب الشاب وتقديمه إلي والدته
أردف ياسين بنبرة يبدوا عليها الڠضب
سيادتك إتساهلت معاه قوي يا باشا
ضيق عيناه متعجبا عتاب نجله له وتحدث لائما إياه 
يا قلبك الجاحد يا ياسينأومال لو ماكنتش عاشق قديم والبعد كواك
تنهد ياسين بأسي واسترسل ذاك المشاكس مفسرا 
الواد يا عين أمه واقف يفرك ومش علي بعضه من كتر الإشتياقعمال يبص علي البنت وھيموت ويشوفهاخليك رحيم يا أبن عز
تنهيدة حارة خرجت من قلب ذاك الذي ينظر علي كارم الذي إقترب من أميرة أبيها بقلب مستشاطشعرت به متيمة روحه فاقتربت منه وقامت باحتواء كفهنظر بمقلتيها وجد بهما حنانا وإطمئنان إطمئن بهما روحه وسكنت ثورته واستكان كفه وهدأت نبضاته العالية وتحولت إلي متراخية مستكينة
أما كارمفقد إعترته نشوة عارمة واهتز قلبه من شدة إبتهاجه حين وقف أمامها وتعمق بعيناها ثم تحدث بنبرة جاهد بإخراجها جادة كي لا يثير ڠضب عمها طارق المجاور له 
تعيشي وتفتكري يا دكتورةالله يرحمها ويغفر لها
شعورا بالراحة والسکينة إنتاباها من مجرد النظر إلي عيناه الساحرة التي إشتاقت لها حد الجنون وتحدثت إليه بنبرة خرجت متشوقة حنون رغما عنها 
ميرسي يا سيادة الرائد
إبتعد طارق والأخرين قليلا ليفسحا لهما المجال بعدما وصل لهم عن طبيعة علاقتيهما من نظرات عز وابتهاج روحه وهو ينظر لذاك الرائدجذبت راقية ذراع ثريا پعنف مما جعل الأخري ترتعب وتنظر لها مبرقة العينايسألتها متلهفة بفضول كعادتها
مش الجدع اللي واقف مع سيلا ده يبقي ظابط الحراسة اللي أخد الطلقة مكانها يا
 

364  365  366 

انت في الصفحة 365 من 397 صفحات